sabato 25 novembre 2017

علاقة متأزمة جدا مع بكري ولعب كرت إيلا


 لماذا غضب البشير من بكري فباع الأمريكان والتطبيع تقربا من بوتين ؟ 
لماذا غضب البشير من بكري فباع الأمريكان والتطبيع تقربا من بوتين ؟
لماذا غضب البشير من بكري فباع الأمريكان والتطبيع تقربا من بوتين ؟


القصة الكاملة لزلزال علاقات واشنطن والخرطوم
11-24-2017 06:46 AM
* واشنطن من عبدالرحمن الامين
aamin@ journalist.com

المتسرب من معلومات عن لقاء البشير وبوتين ، وهجومه غير المتوقع علي الولايات المتحدة التي لم يمض علي رفع حظرها الاقتصادي عنه سوي 5 أسابيع ، يصب في عدة إتجاهات .
ففي روايات متطابقة من مصادر مقربة من الوفد المرافق للبشير يمكن تلخيص الذي جري بثالوث الحقائق التالية :

** علاقة متأزمة جدا مع بكري ولعب كرت إيلا :

هذه القصة بدأت منذ بداية التحضير لزيارة نائب وزير الخارجية الامريكي جون سولفان . رأي البشير في الزيارة فرصة سانحة للضغط علي الأمريكان وإجبارهم علي التعامل معه مباشرة بتكسير بروتوكلهم الذي يحظر إلتقاء أي مسؤول أمريكي معه منذ ادانته رسميا وطلب محكمة الجنايات الدولية مثوله أمامها في مارس 2009. فبدأت سنوات من تجاوز الوفود الامريكية والاوروبية له وتحريم الالتقاء به في بلده أو في اَي بلد اخر بل وتطبيق ذات المبدأ المهين بعدم حضور اللقاءات الدولية التي يشارك فيها . هذه المعاملة المُذِلة جعلت البشير يصر منذ رفع الحظر الامريكي في 12 اكتوبر الماضي ، علي ضرورة " معاملته بما يليق به كرئيس للدولة " بحسب افادات المصادر . وأبلغنا مصدر بوزارة الخارجية السودانية ان ابراهيم غندور بدأ مؤخرا في تحاشي الالتقاء بالرئيس لمناقشة اَي تطورات في الملف الامريكي خوفا من المواجهة والحرج وإستعاض عن تلك اللقاءات المباشرة بتنوير النائب الاول ورئيس مجلس الوزراء بكري حسن صالح . ولدعم شخصيته الضعيفة وتحاشيه المواجهة المباشرة تعمد غندور علي الاستقواء بالفريق محمد عطا والتنسيق معه في كل صغيرة وكبيرة( باعتبار ان جهاز أمن الدولة ومليشيات حميدتي ، التي كان يشرف عليها الجهاز ، هما اكبر الجهات إستفادة من الانفتاح الامني والدعم اللوجستي مع أمريكا من منظور مانصت عليه المصفوفات الأمنية السرية للتعاون في محاربة الاٍرهاب والمعلومات الاستخبارية عن الجهاديين خاصة في ليبيا وحركة الشباب الصومالية ، فضلا عن الهجرة غير الشرعية ) . هذا الثلاثي ، بكري - عطا وغندور ، اصبح محورا للضغط باتجاه التعامل بايجابية مع الطلبات الأمريكية مهما حدث من شئ وان موضوع المحكمة الجنائية ووضعية البشير لاينبغي خلطها أبدا بتطوير العلاقات مع واشنطن . عندما تيقن البشير ان مناطحة هذا المحور القوي والذي يمثل فيه بكري حسن صالح رأس الرمح لا طائل منه ، قرر إفساد أجواء الاستقبال الملوكي الذي أعدوه في الخرطوم لنائب وزير الخارجية الامريكي جون سولفان للخرطوم . نائب الوزير سوليفان وإن كان أدني مرتبة من وزير الخارجية السابق كولن باول ، أو الوزيرة كوندوليزا رايس الا انه أكبر مسؤول أمريكي في تاريخ الإنقاذ ينام ويصحو في الخرطوم ولا يغادرها خلال ساعات كما فعل الآخرون ! بلع البشير كبرياؤه الرئاسي المجروح وخرج من العاصمة الي الجزيرة ليتحاشي المزيد من الاذلال الذي علمه كل من تابع الزيارة . وفي مدينة مدني قرر نزع الخنجر الذي غاص وضرب العظم في كرامته وغرسه في صدر بكري معلنا ان والي الجزيرة محمد طاهر إيلا ، سيكون مرشحه لرئاسة الجمهورية ! بل ذهب الي اكثر من ذلك فبصم علي ديكتاتورية إيلا منحازا له ، وبالكامل ، في حربه المشتعلة مع أجهزته التشريعية .
بالرغم من العلاقة الوطيدة التي ربطت مابين بكري والبشير ، " قمندانه " السابق في سلاح المظلات ، مضافا اليها 28 عاما في مجلس ثورة الإنقاذ الذي لم يتبق من أثر سوي بكري ، بيد ان العلاقة بدأت تهتز في الآونة الاخيرة . فبكري لم يكن ضابطا اسلاميا منظما غير انه تعلم السباحة بسلامة معهم خلال العقود الثلاثة الماضية فابتعد عن كل ماله صلة بالتنظيم وفهم محاور القوي ولَم يشارك في مناوراتها . وكمحصلة لكثير من الأسباب والظروف وجد نفسه الْيَوْمَ ممسكا بكثير من ملفات الدولة بعد ان أضيف له مسمي رئاسة مجلس الوزراء الي جانب إنابته لرئيس الجمهورية . وتحت الضغط الشعبي ، أستهل رئاسته للوزارة بحرب طموحة علي الفساد وأعاد فتح بعض الملفات في الربيع الماضي . المفاجأة له ولغيره ان بعض الملفات قذفت به فورا في حقول ألغام متشابكة ذات صلة مباشرة بأخوان الرئيس العباس وعبدالله وزوجته وداد بابكر ! من تلك الملفات ، مثلا ، طريقة ترسية عطاءات البترول ، غسيل الأموال ، إستيراد القمح ، تهريب الذهب ، حيازات الاراضي وبعض عقود الاستثمار مع مواطنين خليجيين . توترت العلاقة بين البشير ونائبه وازدادت توترا بعد انكشاف ماكان يحدث حول الرئيس وفِي مكتبه وبمشاركته وعلمه من تجاوزات ومؤامرات مدير مكتبه السابق الفريق طه الحسين .

**حرب اليمن وتبدل أوراق التحالف والتفكير بالانسحاب

عندما شنت السعودية الحرب علي اليمن في 25 مارس 2015 كانت الحسابات والتقديرات ترجح ان التفوق الجوي الكبير لقوات التحالف ربما حسم تلك الحرب في فترة وجيزة لن تحتاج معها قيادة التحالف (لأحذية عسكرية ) في الارض ، في إشارة الي عدم حاجتها لانزال بري ذي كلفة بشرية عالية باعتبار التضاريس اليمنية الجبلية القاسية . الان وقد قاربت الحرب عامها الثالث نري عيانا حجم الاستنزاف المالي والبشري والنفسي الذي جرته الحرب علي السعودية والإمارات بشكل خاص ، وعلي بعض الحلفاء وعلي رأسهم السودان ، بشكل أخص. فالبشير الذي قطع علاقاته مع ايران ورهن نفسه وجيشه لطلبات التحالف، خاب امله في انفتاح خزائن الرياض وابوظبي عليه وعلي عائلته فلم يجن الا نصيبا يسيرا من أموال تفاوض عليها سرا ، وتسلمها فعلا طه فتقاسم معظمها مع حميدتي وجنوده . وحميدتي نفسه لم ينجُ من أوزار المسؤولية في ازهاق ارواح مايربو عن 500 من أبناء عمومته الذين يعج اليو تيوب بجثث عشرات منهم تتناثر في صحراء ميدي ومحافظة تعز . وبالرغم من ان السعودية والإمارات شاركتا في تفعيل حملة العلاقات العامة وتشكيل لوبي ضغط مؤثر تمكن من إنهاء الحظر الاقتصادي الامريكي علي السودان ، إلا ان إنشغالهما عن البشير وترجياته وشكواه من انهيار وشيك لعملته الوطنية امام الدولار ، وتبخر وعودهم في تعزيز أوضاعه الاقتصادية أغضبه. وزاد من غضبه وحقده انه يقرأ ويشاهد الضخ الملياري من الامارات والسعودية لعدوه اللدود السيسي الذي (لم يخسر ولا جندي واحد في عاصفة الحزم ) كما أبلغ مؤخرا بعض زواره من رجال الاعمال الخليجيين بالخرطوم .
في السر والعلن كان الفريق طه عثمان الحسين يعمل لتصفية تنظيم الاخوان المسلمين وتجفيف بؤر وجودهم في هيكل الدولة ، حاله في ذلك حال قائد شرطة دبي اللواء ضاحي خلفان . اما البشير فقد اعتبر ان امر مشاركته في الحرب الي جانب السعودية والإمارات كان بمثابة بوليصة تأمين توفر له ضمانات "ما" وتجعله في مأمن من دعوات تصفية " الأخوان المسلمين " في نظامه . فمن جهة ، ورغم قناعته ألا حاجة له بهم ولا اعتماد عليهم للاستمرار في الحكم ، الا انه وبذات المقدار يعلم ان إستعدائهم ليس له مايبرره وسيفتح أبوابا لا قِبَل له بها . فمساندتهم له ليس حباً فيه ولكن لان سقوطه سيعني نهايتهم الكلية وعندها سيرثون معه كل سوءات الإنقاذ المنحوتة في ذاكرة الشعب السوداني .
هبت رياح التغيير عنيفة في الأشهر الماضية وكان مفاجئا ان تكون السعودية هي رائدة التغيير هذه المرة . فأصبح إقتلاع التطرّف الديني مطلبا ملكيا، والإسلام السياسي عدو الساعة، وأمريكا حليفها الاستراتيجي ، وايران شيطان يتوجب حصبه وحربه ، وأصبح تجويع قطر إستحقاقا خليجيا والقبول بجوار إسرائيل إستطرادا للتعايش الديني الذي ساد في مدينة الرسول . وفوق ذلك اصبح الفريق طه مواطنا سعوديا يأتمر بأمر ولي أمره الجديد فترك البشير متورطا في صحراء ميدي ، وإبنه في اللصوصية ( ود المأمون ) في سجن الأمن السياسي الإماراتي وأفقده علاقاته المتميزة مع قطر وأميرها فأصبح يستقبله وزير الثقافة والرياضة كما حدث يوم 23 أكتوبر الماضي ! اما طه فقد إنقطعت صلته مؤقتا بالسودان وأصبح اسمه ضمن قوائم المطلوبين لعسعس محمد عطا ، فإضطر لمتابعة زواج إبنته عبر مقاطع فيديوهات متناثرة في الواتساب !
في التحليل ان البشير أراد من شكواه لبوتن ، واعلان مخاوفه من الوجود الامريكي بالبحر الأحمر ، مغازلة ايران التي يتعرض أسطولها البحري لمضايقات في الموانئ القديمة المطلة علي البحر الأحمر . فقد بدأ يتحسر علي الدعم الإيراني بعدما ذاق الجشع الخليجي . لذا فان البوح بخوفه واعتراضه علي الوجود الامريكي ينم أيضا عن رغبة في ابتزاز الخليجيين برسالة ظاهرها اعادة التوازن المفقود لهذا المعبر المائي الدولي الاستراتيجي وباطنها رسالة احتجاج للسعودية . فأي دعوة لتوازن البوارج في البحر الأحمر تعني ضمنا صوتا لصالح مشاركة ايران في الملاحة فيه و عدم رضا علي تمدد بلدان التحالف فيه عبر الموانئ الجديدة التي تسهم فيها بنائها الامارات في ارض الصومال وجيبوتي . إجمالا تشير تلك الشواهد السابقة الي بدء مرحلة التملص من التزامات البشير تجاه التحالف والامتناع قريبا عن المشاركة بأفواج إضافية في الحرب البرية باليمن ، أولا ، ثم اعلان سحب الجنود السودانيين بالكامل كما حدث للقوة القطرية .

**الجنيه السوداني ..المقاطعات واحلام زلوط

وفرت العقوبات الامريكية لنظام البشير ، طيلة 20 عاما ، مصدات فعالة لتسويق فشله الاقتصادي بلوم أمريكا . فأصبحت العقوبات مشبكاً جاهزا لتعليق اَي خرقة متسخة من مساوئ التدبير الاقتصادي . فبينما كان البنك المركزي ايّام الفورة النفطية يضخ المليارات من عوائد البترول في جيوب الرئيس وبطانته الفاسدة بدلا توفير المحروقات لعنوا المقاطعات الامريكية اذا حدث شُح في البنزين ! وإن سرق سماسرة القمح الأموال وجاع الناس ، قالوا هي المقاطعات وإن يبس الصمغ في أشجاره قالوا هي أمريكا !
الان ، وبعد رفع المقاطعات الامريكية وتضاعف انهيار الجنيه وتزايد قفزات الدولار ، وزيادة تهريب الذهب وانكسار حاجز الغلاء والتضخم ووصولهما لأرقام غير مسبوقة فمن يمكن لومه ؟
لابد من البحث عن كبش فداء جديد ، إذن ( هي السعودية والإمارات اللتين لم تقدرا تضحياتنا ) بمثل هذا التفكير التبريري يتعامل البشير مع الأزمة . ضمن هذه الرؤية فان حديثه عن ضرورة بقاء الحركة الاسلاميةً ، وان ذهابها لن يحدث الا بانقلاب هو من نوع المعزوفات التي سيفرح ويتمايل لسماعها وفده المرافق الي روسيا وفيهم قادة هذا التنظيم مثل عِوَض الجاز نائب رئيس اللجنة العليا للعلاقات مع دول البريكس ، فضل عبدالله فضل وزير رئاسة الجمهورية ، وزير المالية محمد عثمان الركابي ، عبدالرحمن عثمان ، وزير النفط والغاز ، وزير الموارد المائية والري والكهرباء معتز موسي وإبن خال الرئيس حاتم حسن بخيت ، ونفر من المؤلفةً جيبوبهم أمثال وزير الدفاع عِوَض بن عوف ووزير المعادن هاشم علي سالم . اما أمريكا اذا غضبت من هذا التقارب الجديد مع روسيا وقررت تعليق التطبيع بل وإرجاع العقوبات فستكون ( تلك ساعةً مباركة ) كما يقول أهل الخليج !

لقراءة مقالات الكاتب السابقة بالإمكان الضغط علي الرابط أدناه لزيارة أرشيفه :

https://www.alrakoba.net/articles-ac...cles-id-88.htm

Nessun commento: