أخبار السودان إنَّها الحرب.! |
إنَّها الحرب.!
11-12-2017 10:21 PM
شمائل النورأكثر الذين يتوقعون تَفجُّر الصراع من جديد في دارفور، لم يتوقعوا أن يصل مرحلة أن يقتتل أبناء العمومة فيما بينهم، فبعد ما كانوا جميعاً يحملون البندقية سنداً ودفاعاً عن الحكومة باتوا اليوم يقتتلون فيما بينهم، انطلاقاً من مواقف متبدلة، حكومة ومعارضة. معارك دارت أول من أمس، بين قوات الدعم السريع، وقوات القائد الميداني المعروف بـ(السافنا) انتهت بأسره، والرجل هو أحد رجال الزعيم القبلي موسى هلال، وكان قد وقع اتفاق سلام مع الخرطوم، قبل أن يغادرها مغاضباً خلال الأشهر القليلة الماضية، ويدخل في مواجهات مع أبناء عمومته في الدعم السريع. المعارك التي دارت أمس والتي تأتي رد فعل لحملة جمع السلاح التي بدأتها الحكومة في دارفور، خطورتها ليست في أنَّ طرفاً يرفض تسليم سلاحه لطرف آخر، بل الخطورة في أنَّها سوف تجر الإقليم من جديد إلى حرب قطعاً ستلقي بظلالها على الخرطوم على نحو مغاير. فهذه المجموعات حملت عن الحكومة وجه الحرب، وتحمل قادتها تهم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، وخلّفت في الإقيلم المأزوم أطناناً من الغبن الاجتماعي، الذي تتوقع أن يرتد عليه حال إنجاز أية تسوية سياسية بين الخرطوم والحركات المتمردة. أفلحت الإنقاذ منذ مجيئها في ضخ الولاء عبر العزف على وتر القبلية، والذي إحدى نتائجه الطبيعية تغذية الصراعات بين القبائل، ومحاباة بعضها ضد أخرى، هذا الأمر نجحت فيه على نحو لا تقبل المنافسة فيه. الصراع في دارفور ومنذ تفجره في 2003م لم يلبث كثيراً حتى اتخذ الطابع العرقي الصارخ (عرب – زرقة) وسباق التسليح والتسليح المضاد حوّل الإقليم إلى مشهد دموي ثابت، حتى بعد انحسار العمليات العسكرية بين القوات الحكومية والحركات المتمردة. ثم انتقل الإقليم إلى حرب قبلية طاحنة بين قبائله المتعددة، ثم انتقل الصراع بين القبائل العربية نفسها، وهاهو يتحول إلى أسوأ مراحله، حيث الصراع داخل القبيلة الواحدة التي انقسمت بين موالٍ للحكومة ومعارض. هذا الأمر الذي كان أكثر الناس تشاؤماً لا يتوقعه، أصبح أمراً واقعاً.. ما يجري الآن خطير بكل المقاييس.. صحيح، الواضح تماماً أنَّ الحكومة أمامها مطلوبات تريد حسمها على أعجل ما تيسر، والأوضح أنَّ حلفها القديم في صراع دارفور انتهت صلاحيته ونفضت يدها منه، لكنَّ الأمرَ لن ينتهي بإعادة إنتاج الحرب من جديد. التيار |